الجنة تتزين للصالحين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الجنة تتزين للصالحين
باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنهاالعروس الجميلة ذات المهر الغالي الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب النفوسالرفيعة والهمم العالية ، عروس غالية ثمينة كثر مُحِبّوها والراغبون فيهامنذ عصر النبوة ، و ظل الطالبون يجمعون لها مهرها حتى فنت فيه أعمارهم ،وانحنت معه ظهورهم ، فوصلوا ليلهم بنارهم سيراً إليها ، و ذاقوا مرارةالصبر في طريقهم لخطبتها ، و شربوا رغماً عنهم كأس الموت التي تأخذهم إلىبابها ، حيث الخلود الدائم الذي لا انقطاع فيه .
خلقهاالله تعالى لخُطّابها مهما كثروا ، و دعاهم للتنافس على ميراثها والسباقلنيلها ، و عرّفهم أسباب الفوز بها ، و وضع لهم منهج السير إليها و طريقالحصول عليها ، و جعلها للفائز بها سكناً و أمناً ، و ملاذاً و وطناً ، وراحة و أنساً ، و ملجأ و مستقراً .
و كيف لا تكون كذلك و هي ليست كغيرها ، إذ لا يزيدها مرور الوقت وانقضاء السنين إلا حسناً ، فتزداد زينتها عاماً بعد عام .
- إنها الجنة :
نعم... إنها الجنة ... جنة الخلد والرضوان ... دار المقامة والسلام ، و هي"لبنة من فضة و لبنة من ذهب" ، و فيها : "ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ،و لا خطر على قلب بشر" ، و هي المتاع الدائم ، والنعيم السرمدي ، والمُلكالأبدي ، والميراث الحقيقي ، و مَن يحظَ بها "ينعم و لا يبأس ، و يخلد ولا يموت" ، و مع كل ذلك يقلّ في زمن الفتن خُطّابها لكثرة الشبهات ، ويتعثر السائرون إليها لوعورة الطريق ، و يفتر طالبوها لانتصار الشهوات .
وعن رسول الله (ص) قال : "لما خلق الله الجنة والنار ، أرسل جبرائيل إلىالجنة ، فقال : اذهب فانظر إليها و إلى ما أعددت لأهلها فيها ، فذهب فنظرإليها و إلى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع فقال : و عزتك ، لا يسمع بهاأحد إلا دخلها . فأمر بالجنة ، فحفت بالمكاره ، فقال : ارجع فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها . قال : فنظر إليها ، ثم رجع ، فقال : و عزتك ،لقد خشيت ألا يدخلها أحد " .
- هي دار المتقين :
جعلهاالله عزّ و جلّ لعباده المؤمنين المتقين و دعاهم للسباق والمسارعة إليهافقال : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَاكَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد/21) ، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْرَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران/133) ، خلقها الله عزّ و جلّ و أعدها للفائزينو قال : (فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ و أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَدْ فَارَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلّا مَتَاعُ الغُرُورِ) (آل عمران/185) ... وأطْلَع أصحابَها على مكانهم منها منذ لحقوا بربهم عزّ و جلّ لتقرّ أعينهم، ففي الصحيحين أن رسول الله(ص) قال : "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعدهبالغداة والعشي ، إن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدكحتى يبعثك الله يوم القيامة" . فيصيبهم من نعيمها و هم في قبورهم بعدامتحان القلوب ، كما أخبرنا النبي (ص) : "ينادي منادٍ من السماء : أن صدَقعبدي فأفرشوه من الجنة ، و ألبسوه من الجنة ، افتحوا له باباً إلى الجنة ،قال : فيأتيه من روحها و طيبها" .
رآها النبي(ص) و أخبر عنها و هوالصادق المصدوق فقال : "إني رأيت الجنة ، و تناولت عنقوداً ، ولو أصبتهلأكلتم منه ما بقيت الدنيا " .
والإيمانبالجنة واجب على كل مسلم ؛ لأنه يدخل في مضمون الإيمان بالغيب ، و قد وصفالله تعالى المتقين أنهم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة/3) .فليس كل ما غاب عنا غير موجود ، و لا ينبغي للمسلم أن يتكلف في معرفة مالم نحط به علماً من الأمور الغيبية التي لم يطلعنا الله تعالى عليها ،كمكان الجنة ، و هل هي في الأرض أم في السماء ، فيشغل نفسه و يضيع وقته ويشتت فكره فيما لا يترتب عليه زيادة عمل أو ثواب ، وكذلك ليس له أن يتنطعفي السؤال و يجعل معرفته بهذا الغيب و إحاطته بسرّه شريطة لإيمانه به .
- دار الخلود الأبدية :
والأدلةمن القرآن والسنة على أبدية الجنة ود وامها كثيرة ، و أنها لا تفنى و لاتبيد ، فهذا مما يعلم بالضرورة . قال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَسُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُوَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود/108) .أي غير مقطوع ، ولا ينافي ذلك قوله (إلّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) .
و منالأدلة على أبدية الجنة قوله (ص) : "من يدخلها ينعم و لا يبأس ، و يخلد ولا يموت" . و قوله عن أهلها : "ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقمواأبداً ، و إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، و إن لكم أن تشبوا فلاتهرموا أبداً ، و إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا" . كما أن الموت يذبحبين الجنة والنار و يقال : "يا أهل الجنة خلود فلا موت ، و يا أهل النارخلود فلا موت" .
- الجنة درجات متفاوتة ... ولها أبواب متعددة :
وقد دعانا الله تعالى إليها فقال : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِوَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَ يُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْيَتَذَكَّرُونَ) (البقرة/221) . و هي درجات تتفاوت بتفاوت أعمال أصحابها ،و قد قال النبي (ص) : "الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائةعام" . و قال : "الجنة مائة درجة ، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهنوسعتهم" والفردوس أعلى الجنة ، و فيه درجات أيضاً أعلاها الوسيلة ، و هيخاصة به (ص) . كما جاء في قوله : "سلوا الله لي الوسيلة أعلى درجة فيالجنة ، لا ينالها إلا رجل واحد ، و أرجوا أن أكون أنا هو" .
والمسلمالصادق دائماً يتطلع لأعلى مقامات القرب من ربه عزّ و جلّ ، و قد حثناالنبي (ص) على طلب ذلك في دعائنا ، حيث قال : "إذا سألتم الله الجنةفاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة و أوسط الجنة ، و منه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن" . وللجنة أبواب متعددة ... منها باب خاص بالصيام و أهلهكما أخبر النبي (ص) : "لكل باب من أبواب البرّ باب من أبواب الجنة ، و إنباب الصيام يدعى الريان" ، "في الجنة ثمانية أبواب ، فيها باب يسمى الريانلا يدخله إلا الصائمون" .
maghlouth_love
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنهاالعروس الجميلة ذات المهر الغالي الذي لا يقدر عليه إلا أصحاب النفوسالرفيعة والهمم العالية ، عروس غالية ثمينة كثر مُحِبّوها والراغبون فيهامنذ عصر النبوة ، و ظل الطالبون يجمعون لها مهرها حتى فنت فيه أعمارهم ،وانحنت معه ظهورهم ، فوصلوا ليلهم بنارهم سيراً إليها ، و ذاقوا مرارةالصبر في طريقهم لخطبتها ، و شربوا رغماً عنهم كأس الموت التي تأخذهم إلىبابها ، حيث الخلود الدائم الذي لا انقطاع فيه .
خلقهاالله تعالى لخُطّابها مهما كثروا ، و دعاهم للتنافس على ميراثها والسباقلنيلها ، و عرّفهم أسباب الفوز بها ، و وضع لهم منهج السير إليها و طريقالحصول عليها ، و جعلها للفائز بها سكناً و أمناً ، و ملاذاً و وطناً ، وراحة و أنساً ، و ملجأ و مستقراً .
و كيف لا تكون كذلك و هي ليست كغيرها ، إذ لا يزيدها مرور الوقت وانقضاء السنين إلا حسناً ، فتزداد زينتها عاماً بعد عام .
- إنها الجنة :
نعم... إنها الجنة ... جنة الخلد والرضوان ... دار المقامة والسلام ، و هي"لبنة من فضة و لبنة من ذهب" ، و فيها : "ما لا عين رأت ، و لا أذن سمعت ،و لا خطر على قلب بشر" ، و هي المتاع الدائم ، والنعيم السرمدي ، والمُلكالأبدي ، والميراث الحقيقي ، و مَن يحظَ بها "ينعم و لا يبأس ، و يخلد ولا يموت" ، و مع كل ذلك يقلّ في زمن الفتن خُطّابها لكثرة الشبهات ، ويتعثر السائرون إليها لوعورة الطريق ، و يفتر طالبوها لانتصار الشهوات .
وعن رسول الله (ص) قال : "لما خلق الله الجنة والنار ، أرسل جبرائيل إلىالجنة ، فقال : اذهب فانظر إليها و إلى ما أعددت لأهلها فيها ، فذهب فنظرإليها و إلى ما أعد الله لأهلها فيها ، فرجع فقال : و عزتك ، لا يسمع بهاأحد إلا دخلها . فأمر بالجنة ، فحفت بالمكاره ، فقال : ارجع فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها . قال : فنظر إليها ، ثم رجع ، فقال : و عزتك ،لقد خشيت ألا يدخلها أحد " .
- هي دار المتقين :
جعلهاالله عزّ و جلّ لعباده المؤمنين المتقين و دعاهم للسباق والمسارعة إليهافقال : (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَاكَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (الحديد/21) ، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْرَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران/133) ، خلقها الله عزّ و جلّ و أعدها للفائزينو قال : (فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ و أُدخِلَ الجَنّةَ فَقَدْ فَارَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إلّا مَتَاعُ الغُرُورِ) (آل عمران/185) ... وأطْلَع أصحابَها على مكانهم منها منذ لحقوا بربهم عزّ و جلّ لتقرّ أعينهم، ففي الصحيحين أن رسول الله(ص) قال : "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعدهبالغداة والعشي ، إن كان من أهل النار فمن أهل النار ، يقال : هذا مقعدكحتى يبعثك الله يوم القيامة" . فيصيبهم من نعيمها و هم في قبورهم بعدامتحان القلوب ، كما أخبرنا النبي (ص) : "ينادي منادٍ من السماء : أن صدَقعبدي فأفرشوه من الجنة ، و ألبسوه من الجنة ، افتحوا له باباً إلى الجنة ،قال : فيأتيه من روحها و طيبها" .
رآها النبي(ص) و أخبر عنها و هوالصادق المصدوق فقال : "إني رأيت الجنة ، و تناولت عنقوداً ، ولو أصبتهلأكلتم منه ما بقيت الدنيا " .
والإيمانبالجنة واجب على كل مسلم ؛ لأنه يدخل في مضمون الإيمان بالغيب ، و قد وصفالله تعالى المتقين أنهم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة/3) .فليس كل ما غاب عنا غير موجود ، و لا ينبغي للمسلم أن يتكلف في معرفة مالم نحط به علماً من الأمور الغيبية التي لم يطلعنا الله تعالى عليها ،كمكان الجنة ، و هل هي في الأرض أم في السماء ، فيشغل نفسه و يضيع وقته ويشتت فكره فيما لا يترتب عليه زيادة عمل أو ثواب ، وكذلك ليس له أن يتنطعفي السؤال و يجعل معرفته بهذا الغيب و إحاطته بسرّه شريطة لإيمانه به .
- دار الخلود الأبدية :
والأدلةمن القرآن والسنة على أبدية الجنة ود وامها كثيرة ، و أنها لا تفنى و لاتبيد ، فهذا مما يعلم بالضرورة . قال تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَسُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُوَالأرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ) (هود/108) .أي غير مقطوع ، ولا ينافي ذلك قوله (إلّا مَا شَاءَ رَبُّكَ) .
و منالأدلة على أبدية الجنة قوله (ص) : "من يدخلها ينعم و لا يبأس ، و يخلد ولا يموت" . و قوله عن أهلها : "ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقمواأبداً ، و إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبداً ، و إن لكم أن تشبوا فلاتهرموا أبداً ، و إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا" . كما أن الموت يذبحبين الجنة والنار و يقال : "يا أهل الجنة خلود فلا موت ، و يا أهل النارخلود فلا موت" .
- الجنة درجات متفاوتة ... ولها أبواب متعددة :
وقد دعانا الله تعالى إليها فقال : (وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِوَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَ يُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْيَتَذَكَّرُونَ) (البقرة/221) . و هي درجات تتفاوت بتفاوت أعمال أصحابها ،و قد قال النبي (ص) : "الجنة مائة درجة ، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائةعام" . و قال : "الجنة مائة درجة ، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهنوسعتهم" والفردوس أعلى الجنة ، و فيه درجات أيضاً أعلاها الوسيلة ، و هيخاصة به (ص) . كما جاء في قوله : "سلوا الله لي الوسيلة أعلى درجة فيالجنة ، لا ينالها إلا رجل واحد ، و أرجوا أن أكون أنا هو" .
والمسلمالصادق دائماً يتطلع لأعلى مقامات القرب من ربه عزّ و جلّ ، و قد حثناالنبي (ص) على طلب ذلك في دعائنا ، حيث قال : "إذا سألتم الله الجنةفاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة و أوسط الجنة ، و منه تفجر أنهار الجنة وسقفها عرش الرحمن" . وللجنة أبواب متعددة ... منها باب خاص بالصيام و أهلهكما أخبر النبي (ص) : "لكل باب من أبواب البرّ باب من أبواب الجنة ، و إنباب الصيام يدعى الريان" ، "في الجنة ثمانية أبواب ، فيها باب يسمى الريانلا يدخله إلا الصائمون" .
maghlouth_love
maghluoth_love- مشرف المنتديات الإسلامية
- قــائمة الأوسمـــــــــة :
الجنس :
البلد :
العمر : 30
المشاركات : 335
نقاط : 632
السٌّمعَة : 44
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى